سبق أن صرّح النجم السوري سامر المصري بأن شخصية "العقيد أبو شهاب" التي قدّمها في "باب الحارة" تشبه في واقعها وتصرفاتها شخصية سامر المصري الحقيقية. وتحدّث سامر المصري عن شخصية "العقيد" في الجزء الثالث، كما يعرّض المشكلة التي حصلت بين مخرج "باب الحارة" بسام الملا وبين الفنان عباس النوري والتي أدّت إلى استبعاد الأخير من العمل. وكشف المصري عن زواج "العقيد" في الجزء الثالث من العمل، وتطرّق إلى الفراغ الذي سيحدثه غياب النوري. الحديث الشيّق لم يكن مع سامر المصري وحده حيث إنما شمل زوجته وابنه عمر الذي سيشارك إلى جانب والده في "باب الحارة3":
قلت ذات مرة إن شخصية أبو شهاب متطابقة تماماً مع شخصية سامر المصري على أرض الواقع. فما مدى هذا التطابق بين الشخصيتين؟
ـ بطبيعتي، أنا إنسان مبدئي ولست تجارياً ولا تحكمني المادة في عملي الفني. العقيد أبو شهاب كان مخلصاً ووفياً لكل من حوله وأنا كذلك على أرض الواقع حتى مع زملاء الطفولة وأبناء الحارة التي عشت فيها لا زلت وفياً لهم وأتعامل معهم تماماً كما كنت في السابق. لم تغيّرني النجومية ولا الأضواء، فما زلت أحمل الكثير من المبادئ التي يتمتع بها الرجل الشرقي. كذلك كان العقيد أبو شهاب رجلاً وطنياً شرقياً وأنا أشترك معه في هذه الصفات.
الجزء الثالث سيغيب عنه بطل أحبه الناس وهو الفنان عباس النوري الذي جسّد شخصية "أبو عصام". قيل إن هذا الأمر سيكون في مصلحة سامر المصري "عقيد الحارة" الذي سيصبح بطل العمل الأوحد. فهل تعتقد بأنك المستفيد الأقوى من خلافات المخرج بسام الملا وعباس النوري؟
ـ لقد كان دور أبو شهاب مهماً جداً منذ انطلاقة العمل، حيث شكل محوراً أساسياً في أحداثه، ولا أكون مبالغاً إن قلت إنه من أقطاب العمل الرئيسية وشخصياته التي عشقها الناس. كل منا يؤدّي دوره ويكرّس قدراته الفنية في الدور الذي يلعبه. لا أخفيك أن غياب عباس النوري يخيفني بشكل كبير ويشكّل بالنسبة لي حملاً ثقيلاً حيث سيحوّل الأنظار إلى شخصية العقيد أبو شهاب المنافسة لشخصية أبو عصام.
حزنت جداً لرحيل عباس النوري. والحقيقة التي لا يعرفها الكثيرون أن علاقة فنية وشخصية ربطتني معه. وقد كان هناك مزاج خاص أضفناه على العمل سوياً، من خلال ما كان يجري من نقاشات وتناغم وانسجام وضحك ودعابة خلال التصوير. أنا أعترف للنوري بأنه فنان يمتلك زمام المبادرة، وبأنه يتقن الأعمال الدمشقية. في الجزء الثالث من "باب الحارة" سيعرف العمل وجوهاً جديدة لم تشارك في الأجزاء السابقة، وستكون هناك دماء فنية تثري المسلسل إلى جانب وجوهه الفنية المعروفة. بالنسبة لي، وأنا أباشر حالياً تصوير دوري في الجزء الثالث، أشعر بالفراغ الذي خلّفه غياب النوري. فغيابه سيشكل حملاً ثقيلاً عليّ سواء نجح العمل أو فشل، وربما تلقى مسؤولية الفشل كلها على شخصية العقيد أبو شهاب. أو يقال إنني لم أستطع أن أحقق النجاح للعمل وحدي. بالمحصّلة، أتمنى التوفيق للجميع ولكل مجتهد نصيب.
بالتأكيد تعرف الأسباب الحقيقية التي أدّت إلى ترك النوري للعمل، لا سيما خلافه مع المخرج بسام الملا، وكلاهما أبدى وجهة نظره في الموضوع. فما هي وجهة نظر سامر المصري فيما حصل بينهما؟
ـ حتى آخر مقابلة جمعتني مع عباس النوري في برنامج "العراب" على قناة mbc لم نكن نعرف أي شيء عن نص "باب الحارة" في جزئه الثالث وقد تناقشنا قبل الحلقة، فسألني: هل قرأت نص دورك في الجزء الثالث؟ فأجبته بأنني لم أتلق أي نص. وهو كذلك. وعندما سألني: برأيك، هل سيكون الجزء الجديد متميّزاً؟ قلت له: لا علم لي. فأنا لم أقرأ النص حتى الآن. وبعد المقابلة، سافرت إلى الولايات المتحدة حيث كرّمت هناك من قبل الجالية العربية ولدى عودتي فوجئت بأن النص قد وزّع على الفنانين المشاركين في العمل.
ودهشت للبلبلة التي حصلت لا سيما اتهام عباس لبسام الملا بأنه استبعده من المسلسل. الحقيقة، لم أكن على علم بخلافهما ولا معلومات لدي عمّا جرى بينهما سوى ما قالته الصحافة. لكنني أعتقد أن الموضوع انتهى وأن العمل سيسير في منحى جديد ولن يكون فيه مكان لشخصية أبو عصام. ومع هذا، أقول إن علاقتي بعباس ممتازة جداً وهو صديق عزيز. وحتى عندما مرض بسام الملا عندما كنا نصوّر الجزء الثاني إستقدمت الشركة المنتجة المخرج علاء الدين كوكش للسير في العمل، فحدث خلاف بيني وبينه ورفضت أن أكمل التصوير معه.
فسئلت من قبل الشركة المنتجة عمن أقترحه لإكمال إخراج العمل فقلت عباس النوري، ولولا موافقتي لما ساهم في إخراج بعض حلقات الجزء الثاني، حيث تولى الإخراج لعشرة أيام من تصوير العمل. لقد كانت علاقتنا إنسانية ومتميّزة. ولا خلاف بيني وبين عباس النوري، وهو كما قلت لك صديق ودود أعتز بصداقته.
قال عباس النوري إنه مستعد للعودة مجدداً إلى "باب الحارة" إكراماً للمشاهدين، شرط أن يكون العمل ذا جودة عالية وأن تحدث تعديلات إيجابية على النص. كيف ترى هذا الكلام؟
ـ العمل جودته جيدة وفيه كم كبير من الأحداث ودماء فنية جديدة. لا أعرف ما الذي دفعه للحديث عن رفع مستوى العمل وهو لم يقرأ النص أصلاً. ربما يكون محقاً فيما يتعلق بخروجه من العمل. وأنا شخصياً فوجئت بخروج أبو عصام من المسلسل. وهنا أقول لكل الناس: لا يوجد خلاف شخصي بين عباس وبسام الملا. فقد كان عباس هو القاسم المشترك في كل أعمال بسام الملا التلفزيونية. ولا أعتقد أن بسام الملا استبعده لأسباب شخصية. ومن الخطأ أن يعتقد عباس النوري أن هناك مؤامرة حيكت ضده لإقصائه من "باب الحارة".
الآلاف من القراء والمتـابعـين لـ "باب الحارة" طالبوا سامر المصري بتفعيل شخصية أبو شهاب على أرض الواقع وممارسة دور "العقيد" وإجراء مصالحة بين الطرفين. فهل حاولت فعلاً التدخل كوسيط للإصلاح بينهما، لعودة المياه إلى مجاريها من جهة ولعودة النوري إلى العمل من جديد بناءً على رغبة عارمة من محبي "باب الحارة"؟
ـ لم أبادر بالإتصال بعباس النوري بعد قراءتي نص الجزء الثالث لأن شخصية أبو عصام غير موجودة فيه. ولهذا، لا داعي للوساطة بينهما لأن الأمر محسوم، ولو كان هناك دور لأبو عصام وسيجسّده شخص آخر لكان هناك مجال للحديث عن القيام بوساطة بينهما (يضحك سامر المصري ثم يكمل): ولكنت استخدمت "الشبرية" (السكين) لإجبارهما على الصلح ولعودة أبو عصام للعمل من جديد. هناك فترة زمنية تفصل بين الجزءين تبدأ بعدها أحداث الجزء الثالث وفيها يتوفى أبو عصام وعلى هذا الأساس ستسير الأحداث.
لكن، كلا الطرفين أكد في أحاديثه الصحفية وجود دور لأبو عصام لكنه ألغي مؤخراً، بدليل أن الملا قال إن النوري يريد أن يفصّل له سيناريو على مقاسه بينما قال عباس بأن الملا أكد له أن شخصية أبو عصام موجودة حتى آخر الجزء الثالث. فهل الخلاف الحاصل أدّى إلى إلغاء الدور وما مدى صحة هذا الكلام؟
ـ لا أعرف ما مدى صحة هذا الكلام. هناك أشياء لا أعرفها حدثت بينهما، وأكمل مازحاً: لقد غادرت كي آتي بسلاح للثوار، فخربت الحارة أثناء سفري.
لكن الجمهور يتذكر أن أبو عصام في نهاية الجزء الثاني عاد سالماً إلى أهله ولم يمت، فما سبب موته في الجزء الثالث؟
ـ قلت إن هناك فترة زمنية مفترضة بعد نهاية الجزء الثاني مات فيها أبو عصام.