عباس النوري وصف بسام الملا بأنه تحوّل من مخرج إلى منتج ولهذا حدثت بينهما خلافات أدّت إلى انفصالهما عن العمل سوياً. كيف ترى هذا الكلام؟
ـ المخرج يجب أن يكون مخرجاً فقط ويهتم بتفاصيل عمله وتقديم مادة فنية متميزة تلقى إعجاب الناس أينما كانوا. الجزء الثالث عمل مرهق فيه الكثير من الشخصيات وحارات جديدة وقد تمّ بناء قرية كاملة للتصوير فيها. ويحاول بسام الملا أن يحشد في جزئه الجديد عدداً كبيراً من الفنانين السوريين المتميزين. وبالنسبة لما قاله النوري عن أن الملا تحوّل إلى منتج فهو موضوع لا علاقة لي به ولست ممن يتدخّلون في شؤون الآخرين.
ألا تخشى أن تلام على تصرفاتك بسبب شخصية أبو شهاب التي أحبها الناس كثيراً والتي باتوا يسقطونها عليك في حياتك العادية، فيقال إن العقيد غيّر من أخلاقياته؟
ـ أنا حريص جداً على أدواري وعلى تصريحاتي وأحاول أن ألتزم قدر الإمكان بشخصية العقيد بتعاملاتي اليومية. بالمحصّلة، لقد أدّيت دوراً تلفزيونياً أحبه الناس ولا يمكن للإنسان مهما كان أن يكون مثالياً طوال حياته وجلّ من لا يخطئ.
ما هي توقعاتك للجزء الثالث؟ برأيك، هل سيلقى النجاح نفسه الذي لقيه الجزء الثاني؟
ـ على الأقل إن العمل لا يزال كما هو يقدم القيم الجميلة، وأحداثه متشابكة، رائعة ومشوقة. وستكون هناك ألوان أخرى فيه ممتعة ومميزة. وأقول إن ربّ ضارة نافعة فيما يتعلق بغياب شخصية أبو عصام عن العمل مع أسفي لعدم وجوده. وأنا أول من عزّى نفسه بسبب غيابه عن الجزء الثالث، وقد يكون هذا الأمر في مصلحة العمل حتى لا تتكرر جملة العلاقات التي كانت سائدة في الجزء الثاني فيصبح مملاً. بعد الجزء الأول وغياب الإدعشري تعرّضت لضغوط درامية في الجزء الثاني هيمنت على الأحداث. وواجهت أسئلة كثيرة من الجمهور والناس. لكني تقبلت الوضع الجديد وسار العمل وحقق نجاحاً كبيراً وأتمنى أن يتقبلوا ما هو جديد في الجزء الثالث وأن يلقى حبهم وتقديرهم.
هل صحيح أن العقيد أبو شهاب سيدخل قفص الزوجية في الجزء الثالث، وهل فعلاً ستكون فريال هي صاحبة النصيب؟
ـ العقيد سيتزوج في الجزء الثالث وقد تكون فريال أو غيرها. هناك وجهات نظر مختلفة في الموضوع لم تحدّد بعد. قد يستهجن الناس فكرة زواج العقيد من فريال كونه يتمسك بقيم جميلة وسلطة وأخلاقيات متميزة، لكنه إذا أراد توجيه وتصحيح مسار حياة فريال وخدمتها إنسانياً ودفعها للإبتعاد عن الثرثرة وإثارة المشاكل بين الناس فأعتقد أن هذه حالة صحية. ومن الجيد أن يتزوج منها. هذا مجرد مثال فقط والعقيد أبو شهاب قد لا يتزوج فريال في العمل.
قال عباس النوري بأن هناك شركات إنتاج سورية دفعت أموالاً طائلة لفناني "باب الحارة" كي لا يشاركوا في العمل. هل قدمت لك جهة معينة المال مقابل ترك العمل في "باب الحارة"؟
ـ لست ممن يشترون بالمال، والجميع يحذر من عرض هذه الأمور عليّ لأنهم يعلمون أن سامر المصري لا يباع ولا يُشرى، وأنه صاحب مبدأ ثابت ولن يغيّر مبادئه التي يعمل عليها منذ سنوات طويلة وهي الإخلاص لمن يعمل معهم.
بسام الملا وقّع عقود احتكار لعدد من فناني "باب الحارة" لعدم مشاركتهم في أعمال منافسة. فهل وقعت معه عقد احتكار هذا العام؟
ـ لا، لم أوقّع معه عقد احتكار. هناك فنانون آخرون شاركوا في أعمال مشابهة هذا العام ولم يقف ضدهم بسام الملا. ما قيل هو كلام غير صحيح. بسام فقط نصح الجميع بألا يعملوا في مسلسلات مشابهة. ومع ذلك، هناك من شارك في أعمال أخرى ولم يتخذ الملا مواقف ضدهم.
لندخل إلى مجتمع "باب الحارة"، هل أنت موافق على هذا المجتمع الذي قدّمه المسلسل في جزءيه السابقين، وما مصداقية صورة المرأة التي قدّمها العمل والتي انتقدت كثيراً حيث وصفت بأنها مجرد خيال وليست من واقع الحارات الدمشقية؟
ـ "باب الحارة" ليس عملاً واقعياً. وهو عمل شرطي ومجازي استقى الكثير من مقوّماته كعمل فني من سلوكيات وقيم وتفاصيل الحارة والحياة الدمشقية. ولكنه لم ينقل دمشق مئة في المئة. المخرج يقول إنه يتحدث عن تاريخ اجتماعي وليس تاريخاً سياسياً. أنا أقول إن "باب الحارة" يتحدث عن تاريخ اجتماعي وسياسي لفئة معينة ولا يصوّر كل شرائح المجتمع الدمشقي التي كانت موجودة في تلك الفترة. هو ينتقي شرائح محددة في أجواء معينة وفي حارات خاصة ويقدمها للناس وهي افتراضية. وطالما أنه سمّى حارات العمل بـ "حارة الضبع" و"حارة أبو النار" فهي من الخيال وليست من الواقع، وإلا لكان أتى بمسمّيات حقيقية لأماكن موجودة. فالعمل شرطي وليس واقعياً. أما بالنسبة لصورة المرأة في العمل فقد كانت نموذجاً يجسد وضع المرأة في السابق وهناك صور أخرى للمرأة في مجتمعنا لم يقدّمها العمل. والفن بطبعه انتقاء لصور معينة تعرض للناس بقالب درامي خاص.
بعض الفنانين السوريين وبعض المخرجين الذين قدّموا أعمالاً مشابهة وصفوا «"اب الحارة" بالهزيل، وبأنه لا يحتوي على دراما جادة، كما وصف من قبل أحد المخرجين بـ "التافه". كيف تردّ على هذا الهجوم؟
ـ هناك من هاجم العمل بدافع الغيرة وهناك من لديهم أسبابهم الخاصة. والعمل الفني فيه وجهات نظر مختلفة ولا يوجد في الفن شيء مطلق. أنا شخصياً، لدي وجهات نظر في "باب الحارة" ولكنني لا أبوح بها لأنني عندما أعمل في مسلسل ما فإنني أتبناه بالكامل لأنني أصبحت جزءاً منه. وربما أوجّه له انتقادات فيما بعد إذا كانت في صالحه وليست لأسباب شخصية. الناس أحبت العمل بشكل جنوني ويجب احترام رغباتهم وعدم النقد لمجرد التقليل من النجاح فقط.