ـ الجزء الثالث فيه شق عن مقاومة المستعمر وفيه الحالة الإنسانية، وأعتقد أن الناس بحاجة لتدعيم خط المقاومة لأن الشعب العربي عموماً لديه إحباط سياسي وأحلامه ليست على قدر واقعه السياسي. نحن نعيش حالياً في زمن فضائيات تحاصر الأعمال التلفزيونية التي تتحدث عن المقاومة. "باب الحارة" مرر المقاومة من خلال عمل اجتماعي بحت.
قلت ذات مرة بأن "باب الحارة" تسبب بخسائر مالية وضياع صفقات للكثيرين في العالم العربي. هل هذا كلام صحيح؟
ـ هذا الكلام صحيح. الكثيرون رووا لي قصصاً أدّت إلى خسائر مالية للبعض منهم بسبب متابعتهم "باب الحارة" وتركهم أعمالهم. وهذا الكلام سمعته في العديد من الدول التي زرتها تلبية لدعوات رسمية تكريماً لدوري في "باب الحارة". فقد كان البعض يترك أعماله لمشاهدة العمل. الحقيقة إن "باب الحارة" كان له مفعول سحري لدى الناس. المحال التي يمتلكها العرب في كوبنهاغن وبرلين وغيرهما كان يكتب على أبوابها: نفتح بعد انتهاء "باب الحارة". مكتبة البيت الأبيض طلبت نسخة من "باب الحارة" لدراسة أسباب نجاح هذا العمل وما حققه من تأثيرات على المجتمع العربي.
كنا نسمع دائماً بأنك صاحب موقف سلبي من المشاركة في الدراما المصرية. وفوجئنا مؤخراً برفضك أداء دور جمال عبد الناصر في مسلسل مصري مهم، فهل أضعت فرصة كبيرة كانت ستدخلك إلى الدراما المصرية بقوة، ولماذا رفضت دور عبد الناصر؟
ـ هناك أشياء تتنافى مع مبادئي الشخصية وأنا لا أحبذ ركوب التيارات التي ربما يركبها البعض للإستفادة منها لفترة معينة. هناك فنانون لحقوا بتيارات وانجرفوا معها. بعضهم استفاد منها وبعضهم فشل. لدينا مثل دمشقي شعبي يقول (الله محيي الثابت) وأنا ثابت. وجهة نظري في هذا المجال تقول إن سبب التفاتة الدراما المصرية للفنان السوري ومحاولة اجتذابه للعمل لديهم تعود لأسباب كثيرة منها شعورهم بحجم المنافسة الكبيرة والتفوق الذي حققته الدراما السورية وانتشار الممثل السوري عربياً وحبهم له. ووجدوا أيضاً أن نسبة أجر الممثل السوري ضئيلة أمام الممثل المصري حيث يتقاضى المصري ستة أو سبعة أو عشرة أضعاف ما يتقاضاه الفنان السوري.
الفنان السوري بارع وأجره قليل مقارنة بالفنان المصري وهناك الآن طلب على الفنان السوري وهجرة من قبل الفنانين السوريين للعمل في مصر. لم أرغب بدخول مغامرة لا أضمن نتائجها. سألتني عن جمال عبد الناصر، أريد أن أجيبك بصراحة تامة، هذه الشخصية التي يكنّ لها المصريون الحب الكبير لماذا يراد أن يجسدها فنان غير مصري ألا يوجد في الدراما المصرية من يؤدي هذا الدور ويجسّده على أفضل وجه؟ ما هي الضرورة القصوى التي تستدعي الإستعانة بفنان سوري للقيام بهذا الدور؟ عندما استدعوني للقيام بالدور إستغربت، فأنا لا أشبه عبد الناصر شكلاً، قد يتحسن الوضع قليلاً بفضل الماكياج وعندها يمكن لأي فنان مصري أن يصبح شبيهاً بعبد الناصر.
من ناحية اللهجة، فأي فنان مصري سيكون متمكناً من لهجة عبد الناصر أكثر مني حتى ولو أجدت اللهجة المصرية، هناك في مصر من هم جديرون بأداء هذا الدور فلماذا أقحم نفسي فيه؟ سأكشف لكم سراً أنني في البداية عندما طلبت لأداء الدور رفضته حتى قبل أن أقرأ النص لأن مبادئي تتعارض مع العمل في مصر في الفترة الراهنة على الأقل. للأمانة، لو قدّم لي دور باللهجة السورية في عمل مصري لشاركت به، ولو قدّم لي دور عن شخصية سورية تعيش في مصر لقبلته أيضاً.
عرض علي النص الذي كتبه الكاتب يسري الجندي ،وعند قراءتي للنص لاحظت أن حجم المادة التوثيقية للعمل أكبر من حجم المادة الدرامية وهذا الشيء لم يحقق لي المتعة في القراءة وهذا ليس إنقاصاً لأهمية النص لأن كتابة الوثيقة عملية ليست سهلة وتساءلت إلى أي حد يمكن أن يتفاعل الجمهور مع العمل درامياً خاصة إذا قارناه بـ "باب الحارة" وببساطته وما حققه من نجاح. وعند رفضي للعمل لم أشعر بالأسف ولم أشعر أيضاً بأنني أضعت فرصة كبيرة.
رأيناك مؤخراً وقد تحوّلت الى مجال "البزنس" فأصبحت لديك شركة إنتاج فني ومطعم في حي راق في دمشق. فهل سبب هذا تخوّفك من مستقبل الفن الذي لا ضمانة فيه، وهل سيأخذك طالبزنس" من الفن؟
ـ منذ زمن طويل وانا أحب التجارة وقد عملت لفترة في العقارات، وبحكم تدني الأجور الفنية في سوريا كنت أفكر منذ فترة طويلة بدخل مادي إضافي يضمن لي ولأسرتي الحياة الكريمة. ولأن الأمور المادية لا تتحكّم بخياراتي الفنية فقد كنت أؤدي أحياناً أدواراً هامة مقابل مبلغ زهيد. دخولي الى مجال "البزنس" كان خوفاً من أن أصل الى مرحلة أؤدي فيها دوراً لا أودّ القيام به بسبب الضغوطات المالية. ولهذا، فإنني حاولت أن أعدّد مصادر الدخل لدي فقمت بافتتاح مطعم. كما افتتحت شركة "ورد للإنتاج الفني" والتي سيكون باكورة إنتاجها مسلسل "وجه العدالة" الذي سيخرجه سيف الشيخ نجيب. مؤخراً، قدمت إعلاناً تلفزيونياً تقاضيت عليه أجراً متميزاً لشركة اتصالات خليجية كبيرة سوف يعرض قريباً على الفضائيات العربية.
سامر المصري هل هو مغرور أم معجب بنفسه أم لديه ثقة زائدة في نفسه ؟
ـ (يضحك كثيراً): لست مغروراً ولو كنت كذلك لفشلت في كل شيء بحياتي. وطالما أنني أنجح فهذا يعني أنني لست مغروراً. أنا عفوي لدرجة كبيرة وتلقائي. الغرور مرض كبير أبعدنا الله عنه. لا أخفيك لدي نرجسية كبيرة وهي مهمة لي ولكل فنان يريد أن ينجح. أحب شخصيتي الفنية وأحب هويتي أنا قادر على التمييز بين نرجسيتي الفنية ونرجسيتي الشخصية. في حياتي العامة أنا إنسان طبيعي جداً.
نيفين عزام زوجة الفنان سامر المصري تحدثت فيه عن علاقة "عقيد الحارة" أبو شهاب مع أولاده وزوجته، ومدى قرب شخصيته الحقيقية من شخصية العقيد أبو شهاب فكان الحوار التالي معها:
شاهدنا سامر في "باب الحارة"، ذلك الرجل الشهم الشجاع الذي دافع عن الجميع، فهل هو حقاً يشبه شخصية أبو شهاب؟
ـ طبعاً، إن جزءاً كبيراً من شخصيته في بيته شبيه بما شاهده الناس في العمل، هو ابن البيئة الشامية وقد أخذ الكثير من أخلاقياتها وطبائعها. وأغلب ما استقاه منها صفات وعادات إيجابية، وهو بعيد عن التزمت والتقاليد البالية لأنه مثقف ويعي تماماً دوره في بيته ومع أولاده وزوجته. بصراحة، هو شهم وكريم يحب عائلته ولديه أولويات في حياته أولها نحن ثم الأشياء الأخرى.
زوجك سامر في منزله هل هو عصبي كما نشاهده في أعماله التلفزيونية؟
ـ ليس دائماً. في الواقع، أنا عصبية أكثر منه في أحيان كثيرة. لا يغضب سريعاً ويعطي فرصاً كثيرة للحل قبل أن يظهر غضبه.
كيف تصفين لنا علاقته بولديه في المنزل؟
ـ هو صديقهما الشخصي يساعدهما في كل شيء يلعب معهما يتفهم حوائجهما هو أقرب إليهما مني في أحيان كثيرة، رغم أنه أحياناً يغيب عنهما لفترات طويلة بسبب ظروف العمل. أستطيع القول إن علاقته معهما حميمة لدرجة كبيرة.
هل يساعدك في أمور المنزل لا سيما فيما يختصّ بالطبخ؟
ـ هو يحب الطبخ كثيراً، خصوصاً الأكلات الشامية التي يفضل أن يحضّرها بنفسه ومنها الفتات والفول والسلطة خاصة يوم الجمعة، وهو تقليد أسبوعي بالنسبة لنا.
إلتفاف المعجبات حول سامر المصري هل يشعرك بالغيرة؟
ـ أحياناً أنا أغار عليه، فالشهرة تجلب النجومية، والنجومية تجذب المعجبين والمعجبات. ولكل شيء حدود وإذا كانت عملية الإعجاب محدودة ولا تؤذيني ولا تجرحني كامرأة فهي لا تضايقني.
أبو شهاب سيتزوج في الجزء الثالث، كيف تلقيت خبر زواجه؟
ـ عادي جداً، لأن هذا جزء من العمل، وهو تزوج قبل ذلك في أعمال كثيرة، إضافة إلى أنه جسّد أدواراً كان فيها عاشقاً وحبيباً وهذا ضمن نطاق عمله الفني ولا مشكلة فيه.
كيف يمكن أن تصفي بكلمات قليلة شخصية زوجك سامر المصري للقراء؟
ـ سامر إنسان طيب ويمتلك حساً مرهفاً من يراه لأول وهلة يعتقد أنه عصبي. ولكنه من داخله طفل، يمتلك أخلاقيات عالية وشخصيته قوية جداً يحب الأجواء العائلية وعلاقاته مع كل من حوله جميلة وهو مثال يحتذى.
عمر المصري الإبن الأكبر للفنان سامر المصري يدرس في الصف الرابع الابتدائي، شارك في أربعة أعمال تلفزيونية تحدث عن علاقته بوالده وعن بعض الأعمال التلفزيونية التي شارك بها لأنه كما يقال ابن البط عوام.
فعن علاقته بأبيه قال: هو صديق وأب نلعب سوياً ويشعرنا بحنان الأب. هو مثالنا الأعلى. كثيراً ما يساعدني في دروسي. وعن مشاركاته التلفزيونية يقول عمر: شاركت في الجزء الأول من "باب الحارة" بدور ديبو ابن أبو حاتم الذي يعمل في القهوة. والدور كان بالنسبة لي جيداً أحببته لدرجة كبيرة. وحالياً سأشارك في الجزء الثالث من "باب الحارة" حيث أعود لوالدي الأصلي الذي طلّق والدتي وتركني في عهدة أبو حاتم ولي مشاهد كثيرة في العمل. كما شارك عمر في مسلسلات أخرى منها "فجر آخر" مع المخرج فراس دهني. وكان أول دور له في مسلسل "يحيى عياش" مع المخرج باسل الخطيب الذي شارك به وهو في سن الخامسة من عمره وتحدث فيه باللهجة الفلسطينية. يضيف عمر: أحب الفن خاصة إذا سمحت لي الفرصة للعمل في أدوار جديدة وفي فترة الصيف حتى لا يؤثر ذلك على دراستي. سبق ان اعتذرت عن دور في مسلسل "جبران خليل جبران" بسبب تعارضه مع اختباراتي المدرسية لأن دراستي أهم